سعينا مراراً لتناسي أحداث التصفيات الآسيوية لكرة اليد بأصفهان ومن قبلها مهازل الدمام والبطولات القارية المختلفة، وحاولنا مراراً أن نطوي تلك الصفحات السوداء، وفي كل مرة نجدد الأمل ونمني النفس بتغير الوضع الى ما هو أفضل، ونعلّق آمالنا على صحوة الضمير الآسيوي، الا وتأتينا طامة أخرى تؤكد لنا أن هذه الأحلام أصبحت في عالم الخيال، وأنه لا مكان لها طالما بقيت الأمور على ما هي عليه، وطالما رفضت اليد البحرينية الانصياع الى رغبات من يدير هذا الاتحاد.
ومن جديد يأبي الاتحاد الآسيوي لكرة اليد أن لا يترك لنفسه أثراً لجريمة جديدة ترتكب ضد كرة اليد البحرينية. وبصورة أو بأخرى نتلقى ضربة متعمدة ضحيتها هذه المرة هو منتخب الشباب الذي تعرض لإقصاء متعمد بنيل حقه في التأهل، وبتوجيه »غبي« لطاقم التحكيم الإيراني لكي لا يكون لنا مكان في النهائيات المقبلة كما كان في بطولة العالم التي أقيمت في المملكة والتي حققنا فيها المركز الثامن بجدارة، وبشهادة الجميع.
مسرحية هزلية أحيكت في مباراتنا أمام قطر، وكعادتهم كان أبطالها الحقيقيون طاقم تحكيمي باع ضميره من أجل حفنة من الدنانير وبمقابل بخس، لينال رضى المسؤولين في الاتحاد الآسيوي ويحصل على مزيد من فرص المشاركة في الاستحقاقات القارية القادمة دون وجه حق.
هكذا انتهت قصة منتخب شجاع قاتل منذ البداية وحتى آخر نفس في بطولة غير نزيهة تناوبت فيها الأطقم التحكيمية بدءاً من »الزبير« وانتهاءً بـ »مرادي ومصطفي« وبإيعاز نافذ من اللجنة الفنية لرئيسيها توكلي والعنزي لكسر جناح طموحاتنا حتى تمكنت من إصابته بأيد لم تكن أمينة وهي تتولى مهنة أساسها نزاهة الضمير.
ولم يكن الأمر مفاجئا بالنسبة لمن يعرف حقيقة هذا الاتحاد وألاعيبه بالقيام بمثل هذه التصرفات، الا أن المفاجأة المرّة هي أن تطال مثل هذه الجرائم أنفس بريئة لزهور لا تزال في مقتبل العمر، وليؤكد ما حدث أن الضمير قد مات لمن حمل على عاتقه مسؤولية إدارة وتنظيم هذه البطولات.
وأسفنا أيضاً على من يطالبون دوماً بإبعاد التصرفات الخرقاء للاتحاد الآسيوي عن تركيز واهتمام لاعبينا الصغار، وأن لا نزرع في نفوسهم مشكلة اسطوانة التحكيم، وأن لا نعلّق شماعة التحكيم المتعمد عند الهزيمة، في الوقت الذي تغض أبصارهم وتعمى أعينهم عن المهازل التي تدار من تحت الطاولة وخلف الستار ولا تلق أدنى استنكار من قبلهم.
ولا يسعنا في هذا المقام الا أن نهنئ الاتحاد الآسيوي لكرة اليد على نجاحه في ضرب منتخب الشباب وقبلها الناشئين بعمّان ومنتخب الرجال في أصفهان، ونقول لهم بأن المخطط كان ناجحاً في ابعاد اليد البحرينية عن التمثيل العالمي، والزج بمنتخبات هي أقل قوة منها، ولكن في الوقت نفسه كان فاشلاً لهم، فالارتياح النفسي كان مبعثاً لنا في أن نبعد بهذه الطريقة بدلاً من التأهل بصورة غير شريفة وعلى حساب الآخرين، ولو فعلنا ذلك فلن نحقق المركز الثامن على العالم بأيدينا ولن نتمكن من هزيمة البرازيل أو تونس أو الدنمارك بطلة العالم - كما حدث في البحرين- بل ستقتصر طموحاتنا وانجازاتنا متوقفة على تحقيق فوز واحد في بطولة عالمية، وسنبحث حينها عن أطقم آسيوية - غير نزيهة - لانتشالنا من الغرق كما يحدث لمنتخبات آسيوية معروفة في جميع البطولات التي تشارك فيها عن طريق التأهل الملتوي.
وكما طوينا صفحات أصفهان والدمام وبطولات الأندية المختلفة سنطوي صفحة عمّان بحلوها وبمرها، وسننتظر الى أين ينتهي بنا المطاف معكم، والى متى ستصحو ضمائركم، وتفيقوا من سباتكم وغفلتكم... ولكن ماذا بعد يا آسيوي اليد؟!!
الأحد أغسطس 03, 2008 5:55 am